(مسرحية) هيلين

تعريف

Avi Kapach
بواسطة ، تمت ترجمته بواسطة Norah Suhluli
نُشر في 10 December 2020
X
translations icon
متوفر بلغات أخرى: الإنجليزية, أسباني
Menelaus Pursuing Helen (by The Trustees of the British Museum, Copyright)
مينلاوس يلاحق هيلين
The Trustees of the British Museum (Copyright)

هيلين هي مسرحية إغريقية ذات طابع مأساوي بقلم الروائي يوربيديس (٤٠٧-٤٨٤ قبل الميلاد). غالباً ما يُعتقد أنه تم اداؤها للمرة الأولى في ديونيسيا العظيمة خلال العام ٤١٢ قبل الميلاد حيث كانت دورا من ثلاثية تضمنت أندروميدا المفقودة لـيوريبيديس . تحكي مسرحية هيلين رواية خارقة من الأسطورة هيلين التي قامت لأجلها حرب طروادة حيث تحل صورة وهمية أو شبحاً تسمى في الأدب الإغريقي القديم الإيدولون مكان هيلين في طروادة بينما تنتظر هيلين الحقيقية نهاية حرب طروادة في مصر. منذ الوهلة الأولى لأداء هيلين الأول فقد حيرت وفتنت يوربيديس في مسرحية النساء في أعياد الثيسموفوريا الذي تم تأديتة ايضا في العام التالي من مسرحية هيلين لـ يوربيديس، بعد ذلك قام الكاتب الاغريقي أريستوفان وهو مؤلف مسرحي هزلي بمحاكاة أطلق عليها "هلين الجديدة" حيث كانت على سبيل السخرية (السطر ٨٥٠). الى يومنا هذا يواصل الادباء مناقشة العديد من جوانب هيلين لـ يوربيديس بما في ذلك التلاحم الكارثي المتناقض والهزلي وأهميتها المعاصرة ورسالتها حول تقصي الحقيقة والواقع.

يوربيديس

وُلد يوريبيديس حوالي عام ٤٨٤ قبل الميلاد وكان الأحدث من بين الثلاثة الكُتاب المأساويين الأثينيين الذين يعتبرونهم "قانونيون" منذ العصور القديمة (الاثنان الآخران هما إسخيلوس وسوفوكليس). من بين ٩٠ مسرحية أو نحو ذلك قام بتأليفها خلال حياته بقيت فقط ١٨ مسرحية (إحدى المآسي المنقولة باسمه ريسوس تعتبر تقريبًا مزيفة في جميع أنحاء العالم). وهكذا توجد هناك عدد أكبر من المسرحيات الباقية من قبل يوربيديس أكثر من مسرحيات إسخيلوس وسوفوكليس مجتمعة؛ مما يبرهن على أنه بعد وفاته سرعان ما هيمن يوريبيدس على شعبيتهما.

حتى خلال حياته الخاصة كان يوربيديس معروفًا بأنه الأكثر ريادة وجرأة بين المأساويين العظماء.

لا يُعرف سوى القليل عن حياة يوربيديس والمعلومات القليلة المتاحة التي لدينا تحجبها الحكاية والتخيل. ولد لعائلة من الكهنه بالوراثة في جزيرة سالاميس على مقربة من أثينا. قيل إنه تزوج مرتين على الرغم من ذلك انتهى كليهما بشكل حاد. من إحدى زيجاته كان لديه ثلاثة أبناء أصبح أحدهم أيضًا كاتب مأساوي. والأهم من كل شيء أشتهر يوربيديس بأنه منعزل كما هو معروف بعيشه في كهف في سالاميس (والذي أصبح ضريحا له بعد وفاته). في النهاية تقاعد في قصر الملك أرخيلاوس المقدوني حيث توفي عام ٤٠٦ قبل الميلاد.

وهو معروف لنا أكثر من خلال مسرحياته التي تم اداؤها في شتى المهرجانات على وجه الخصوص ديونيسيا ولينايا والتي تم تأديتها على مسارح ضخمة في الهواء الطلق. تم أداء معظم مسرحيات يوربيديس في أثينا لجماهير من السكان المحليين والسياح على الرغم من أن بعض أعماله قد تم إنتاجها في مكان آخر في مقدونيا أو صقلية حيث قضى يوربيديس السنوات الأخيرة من حياته هناك حيث كان يحضى بشعبية كبيرة على ما يبدو. حتى خلال حياته الخاصة كان يوربيديس معروفًا بأنه الأكثر مغامرة وطليعة من المأساويين العظماء. ومع ذلك لم يتحول ذلك دائمًا إلى نجاح. خلال مسيرته التي امتدت لنصف قرن (أصدر يوريبيدس أول ثلاثية له حوالي ٤٥٥ قبل الميلاد واستمر في تأليف المآسي حتى وفاته) فاز يوريبيديس بالجائزة الأولى أربع مرات فقط خلال حياته (والمرة الخامسة كانت بعد وفاته). وفي المقابل قيل إن إسخيلوس قد غلبه ١٣ مرة وسوفوكليس ١٨ مرة. كانت مآسي يوربيديس مليئة باليأس والجدية والاسئلة الغامضة تُعتبر أحيانًا مثيرة وأيضاً آثمة. لكن شهرة وشعبية يوريبيديس زادت بعد وفاته بينما تراجعت شهرة إسخيلوس وسوفوكليس. اليوم الحاضر هناك من يعتقد أن يوريبيديس هو أعظم الكُتاب المأساوييين خلال العصر الأثيني.

Euripides
يوربيديس
Jastrow (Public Domain)

الأسطورة

يُقال إن أسطورة هيلين اشتهرت من الملاحم الشعرية هوميروس والإلياذة والأوديسة والتي يُعتقد أنها تعود إلى القرن السابع أو الثامن قبل الميلاد. في الإلياذة نجد هيلين في طروادة تعيش مع عشيقها باريس: لقد جاءت إلى المدينة بعد هروبها من زوجها الملك الإسبارطي مينلاوس ولمدة عشر سنوات ظل مينلاوس والإغريقيون يقاتلون لاستعادتها. في الأوديسة انتهت حرب طروادة بسقوط طروادة وعودة هيلين إلى سبارتا مع مينلاوس.

بين الشاعر الملحمي هوميروس ويوربيديس أعاد العديد من المؤلفين سرد أحداث من أسطورة هيلين. ما يبدوا عليه أن زواج هيلين وحرب طروادة قد تم وصفهما في سجل النساء الزائف لـ هسيودوس (الأجزاء ٢٣ أ، ١٩٧-٢٠٤ "مسخيت" فصل-النساء)، والذي ربما يكون قد تم تأليفه في القرنين السادس أو السابع قبل الميلاد. وصفت الشاعرة صافو (حوالي ٦٢٠-٥٧٠ قبل الميلاد) في إحدى قصائدها كيف تخلت هيلين عن زوجها وعائلتها عندما أبحرت مع باريس (سافو ١٦). نظم يوريبيدس بنفسه في مأساته "نساء طروادة '' عام ٤١٥ قبل الميلاد اللقاء الساخر على المنصة بين هيلين مع مينلاوس على إثر سقوط طروادة.

لكن في مسرحية هيلين لـ يوربيديس نحن نواجه نسخة من الأسطورة التي لا تذهب فيها هيلين إلى طروادة مطلقًا.

لكن في مسرحية هيلين لـ يوربيديس نحن نواجه نسخة من الأسطورة التي لا تذهب فيها هيلين إلى طروادة مطلقًا. استنادا الى هذه المأساة؛ تم نقل هيلين بعيدًا إلى مصر بينما أعطت الآلهة لـ باريس شبحًا مماثلا لها. لقد خاضت حرب طروادة من أجل الشبح. في غضون ذلك تقضي هيلين ١٧ عامًا في إنتظار مينلاوس في مصر. في البداية كانت تحت حماية الملك المصري بروتيوس ولكن بعد وفاة بروتيوس أُجبرت باستمرار على تفادي تقدم إبن بروتيوس ثيوكليمينوس الذي كان يطالبها بالزواج منه. عندما وصل مينلاوس إلى مصر بعد عشر سنوات من الحرب وسبع سنواتٍ أخرى من التجول؛ إجتمعت هيلين أخيرًا مع زوجها. على الرغم من مطاردتهما من قِبل ثيوكليمينوس العنيد؛ تمكن الاثنان من الهروب والعودةِ إلى المنزل معًا بمساعدة شقيقة ثيوكليمينوس التي تدعى ثيونو.

على الرغم من أن الكثير من هذه القصة الغريبة تخص يوربيديس؛ إلا أن بعض الأحداث جرت لمؤلفين سابقين. تصف الأوديسة بعض رحلات مينلاوس وهيلين بعد حرب طروادة بالإضافة إلى طريقهما الطويل في مصر لاستشارة بروتيوس التنبؤي (٤.٣٥١-٥٩٢). ربما كانت نسخة من قصة بلهجة أدبية اغريقية قديمة كتلك التي استخدمها إسخيلوس في مسرحيته الساترية المفقودة لـ الالهه المائية بروتيوس والتي أداها مع مسرحيته الثلاثية أوريستيا في ٤٦٨ قبل الميلاد. لكن الأسطورة القائلة بأن هيلين لم تذهب أبدًا إلى طروادة وأن الحرب أُقيمت من أجل شبح؛ يبدو أنها نشأت مع الشاعر ستيشكوروس من القرن السادس قبل الميلاد. وفقًا لأفلاطون (٤٢٨/٤٢٧ - ٣٤٨/٣٤٧ قبل الميلاد)، كتب ستيشكوروس قصيدة أطلق عليها بإسم هيلين حيث وصفت علاقة هيلين الغير الشرعية بباريس. بعد وقت قصير من تأليف هذه القصيدة، أُصيب ستيشكوروس بالعمى. بعد أن أدرك ستيشكوروس أنه أساء إلى هيلين قام على الفور بتأليف قصيدةٍ أخرى أطلق عليها إسم القصيدة التراجعية (حرفيا بمعنى "القصيدة العكسية") حيث تراجع عن الأولى وأوضح أن هيلين لم تبحر أبدًا إلى طروادة على الإطلاق (فيدروس ٢٤٣أ-ب). لم تنجِ كلا القصيدتين لـ ستيشكوروس لا هيلين ولا القصيدة التراجعية على الرغم من أن أفلاطون كان يقتبس بعض الأسطر الرئيسية من الأخير (فيدروس ٢٤٣أ٧-ب١)

هذه القصة غير صحيحة: لم تصعد على متن السفن ذاتِ المقاعدِ الجيدة، ولم تأتِ إلى قلاعِ طروادة (ترجمتي)

على ما يبدو في القصيدة التراجعية لـ ستيشكوروس هيلين غير مذنبة بقيت وفيةً لزوجها مينلاوس بينما كانت الحرب تخاض من أجل شبح (انظر أيضًا أفلاطون، كتاب الجمهورية ٥٨٦ ج). لتصحيحه الخطأ إستعاد ستيشكوروس كما تقول القصة حاسة البصر على الفور.

أخيرًا بعد حوالي ٤٥٠ قبل الميلاد بجيل أو نحو ذلك قبل عرض هيلين ليوربيديس لأول مرة نشر المؤرخ هيرودوت (٤٨٤-٤٢٥/٤١٧ قبل الميلاد) كتابه "التاريخ" والذي يعطي نسخته من أسطورة هيلين؛ لقد هربت هيلين مع باريس لكن عندما توقف الاثنان في مصر إِعترف الملكُ الفاضل بروتيوس بجريمتهما وأحتجز هيلين معه حتى يتمكن من إعادتها إلى زوجها الشرعي. في غضون ذلك، أبحر الإغريقيون إلى طروادة لإستعادة هيلين. لا يصدق الإغريقيون الطرواديون عندما أخبروهم أن هيلين ليست موجودة لكنهم نهبوا المدينة ليكتشفوا أن الطرواديون أخبروهم بالحقيقة بعد كل شيء. أخيرا، بدأت رحلة مينلاوس إلى مصر حيث وجد زوجته وأعادها إلى سبارتا (١١٣-١٩).

Menelaus & Helen
مينلاوس & هيلين
Bibi Saint-Pol (Public Domain)

تندمج هيلين ليوربيديس وتتطابق مع هذه الإصدارات المختلفة من الأسطورة. لكن بعض التفاصيل على سبيل المثال ابن بروتيوس ثيوكليمينوس يكاد يكون بلا شك تقريبا من اختلاقه. وكما هو الحال دائمًا، فإن طريقة نشر يوربيديس لمصادره وما يفعله بالأسطورة تتشكل بالكامل من خلال موهبته التي لا تُضاهى.

الشخصيات

تبدأ أحداث المسرحية في مصر قبل المبنى الحكومي حيث إنه من المحتمل أن المذبح كان في منتصف الأوركسترا (المسرح) يمثل ضريح بروتيوس.

الشخصيات حسب ترتيب ظهورها هي:

  • هيلين (زوجة مينلاوس)
  • توسر (محارب إغريقي من سالاميس)
  • جوقة من النساء الاسبارطيات الأسيرات
  • مينلاوس (ملك سبارتا)
  • امرأة عجوز (حارسة بوابة القصر)
  • خادم (مينلاوس)
  • ثيونو (ابنه التنبئي بروتيوس وأخت ثيوكليمينوس)
  • ثيوكليمينوس (ملك مصر ابن بروتيوس وأخ ثيونو)
  • المأمور (خادم ثيوكليمينوس)
  • ديوسكوري او كاستور وبولوكس (إخوة هيلين)

حبكة المسرحية

مقدمة: تبدأ المسرحية مع هيلين واقفة أمام قبر الملك الراحل بروتيوس في مصر. تقدم هيلين نفسها وتقدم الخلفية الدرامية: قبل ١٧ عامًا إختار باريس أفروديت كأجمل إلهة في مسابقة (حكم باريس) وفي المقابل وُعد بطلب يد هيلين للزواج؛ أبحر باريس إلى سبارتا لكن الإلهة هيرا التي كانت غاضبة من خسارتها أمام أفروديت صنعت شبحًا مماثلا لهيلين لإعطاء باريس؛ في تلك الأثناء تم نقل هيلين الحقيقية إلى مصر من قبل هيرمس حيث كانت محمية من قبل الملك بروتيوس. تقول هيلين أنها على مدى السنوات الـ ١٧ الماضية ، إمتثلت لكامل عفتها بإخلاص حتى بعد وفاة بروتيوس وأجبرت على صد محاولات الزواج لابنه ثيوكليمينوس. على الرغم من أنها تعلم أن اسمها قد تلطخ من قبل الشبح الذي حل محلها، إلا أن هيلين مصممة على الحفاظ على فضيلتها وتأمل لإصلاح سمعتها يومًا ما:

... حتى لو لعن إسمي في بلاد الاغريق، فلن أجلب العار لجسدي هنا. (٦٦-٦٧، ترجمة كوفاكس)

عندما اقتربت هيلين إلى نهاية حديثها؛ دخل المحارب الاغريقي تيوسر. كان لا يزال تحت الانطباع بأن الشبح هيلين كان حقيقيًا، فهو مرتبك وغاضب للعثور على هيلين أخرى في مصر. لم تكشف هيلين عن هويتها له، ولكنها تسأله عن أخبار الإغريق وحرب طروادة. يُخبرها تيوسر أن والدة هيلين ليدا قد انتحرت بينما اختفى أشقاؤها كاستور وبوليديوسيس، وانتحل ذلك أن زوجها مينلاوس قد مات. وفسر لها أيضًا أنه تم ابعادة من وطنه سالاميس ويطلب النصيحة من التنبئي ثيونوي. تحذره هيلين بانه يجب عليه أن يغادر فورًا لأن الملك الجديد ثيوكليمينوس يقتل كل اغريقي يقابله. غادر تيوسر.

The Judgement of Paris Mosaic
صورة مرسومة بالفسيسفاء لقصة حكم باريس
Carole Raddato (CC BY-SA)

العرض: تدخل الجوقة وهيلين معا يتأسفون على الرغم من أن هيلين بريئة إلا أن اسمها لا يزال موضع إدانة بين الاغريقيين.

الجزء ١: في تبادل مع مجموعة من المنشدين، تأخذ هيلين أفعالها بعين الاعتبار وتأخذ على نفسها عهدا بالموت إذا كان مينلاوس ميتًا حقًا. تحثها الجوقة على استشارة ثيونو أولاً. يغادر الجميع بعد ذلك.

يدخل مينلاوس مرتديًا رايه. يتباهى بأنه فاتح طروادة ويوضح أنه بعد سبع سنوات من التجوال تحطمت سفينته في مصر. تم إخفاء الشبح هيلين الذي لا يزال يعتقد أنه هيلين الحقيقية بعيدًا في كهف مع عدد قليل من رجاله الذين نجوا. تحتجزه المرأة العجوز في مشهد هزلي وتخبره أن هيلين من سبارتا موجودة في مصر. يغادر مينلاوس وهو مرتبك:

ماذا أكون بالنسبة لهذا؟ أسمع عن مشاكل جديدة في أعقاب المشاكل القديمة: آتي مع الزوجة التي أخذتها من طروادة، وهي محتجزة في كهف، ومع ذلك هناك امرأة أخرى، تحمل نفس اسم زوجتي، تعيش في هذا المنزل. قالت إن المرأة كانت ابنة زيوس. هل يوجد رجل اسمه زيوس على ضفاف نهر النيل؟ لا، هناك واحد فقط، واحد في الجنة. وأين توجد سبارتا على وجه الأرض باستثناء أين تتدفق يوروتا عبر ضفاف القصب الجميلة؟ تينداروس هو اسم رجل واحد وليس اثنين. ما هي الأراضي الأخرى التي تسمى أسبرطة وطروادة؟ أنا لا أعرف ماذا أفعل بها. (٤٨٣-٩٩، ترجمة كوفاكس)

تعود هيلين والجوقة، بعد أن تشاورتا مع ثيونوي علمتاعن وصول مينلاوس الوشيك إلى مصر. تهرب هيلين في البداية من مينلاوس الاشعث لكنها سرعان ما تعرفه وتكشف عن نفسها. مينلاوس الذي يشكك في طبيعة الواقع، يرفض الاعتقاد بأنها هيلين الحقيقية حتى يكشف خادمه أن الشبح في الكهف قد برأ هيلين للتو واختفى في الهواء. تم لم شمل هيلين و مينلاوس ويلاحظ مينلاوس أن حرب طروادة خاضت من أجل وهم. لكن مينلاوس ليس لديه سفينة ويدرك الزوجان أنهما لن يكونا قادرين على مغادرة مصر دون مساعدة ثيونوي: لا يزال ثيوكليمينوس يريد الزواج من هيلين وسيقتل مينلاوس إذا اكتشف من هو.

يدخل ثيونوي. تتوسل هيلين مينلاوس لها للحصول على دعمها. تتعهد ثيونوي بعدم الكشف عن هوية مينلاوس لأخيها وتلتزم الصمت بشأن محاولتهما الهروب. بعد مغادرتها، ابتكرت هيلين خطة هروب: جنازة بحرية وهمية لمينلاوس "الميت".

أغنية ثابتة: تندب الجوقة على أولئك الذين ماتوا في حرب طروادة. إنهم يتساءلون عن طبيعة الآلهة وأسباب الحرب.

Trojan Warrior
محاربي طروادة
Mark Cartwright (CC BY-NC-SA)

الجزء ٢: يدخل ثيوكليمينوس. تقدم هيلين مينلاوس لكنها تكذب بشأن هويته، حيث تقدمه على أنه اغريقي غارق في السفينة رأى زوجها يموت في البحر. تعد هيلين بأنها ستتزوج ثيوكليمينوس إذا سمح لها بإقامة جنازة بحرية لمينلاوس. يوافق ثيوكليمينوس على طلب هيلين.

أغنية ثابتة: تغني الجوقة أسطورة ديميتر التي فقدت ابنتها بيرسيفون وذهبت للبحث عنها. يزعمون بشكل غريب، أن هيلين أساءت إلى ديميتر ذات مرة.

الجزء ٣: هيلين ومينلاوس (الآن يرتديان درعًا بطوليًا جديدًا) ينهيان التفاوض على الاستعدادات للجنازة البحرية مع ثيوكليمينوس. تشرح هيلين أنها يجب أن تذهب مع الآخرين وأن مينلاوس يجب أن يكون قائد السفينة. يقر ثيوكليمينوس؛ تغادر هيلين ومينلاوس بعد أن نضرع مينلاوس إلى زيوس لتحقيق النجاح في مغامرتهم.

أغنية ثابتة: تتخيل الجوقة عودة هيلين المجيدة إلى سبارتا.

الجزء ٤: يهرع المأمور إلى القصر ويخبر ثيوكليمينوس أن هيلين ومينلاوس قد قاموا بخداعه. لقد قتلوا البحارة المصريين واستولوا على السفينة وهم في طريقهم إلى سبارتا. ثيوكليمينوس غاضب وهو على وشك قتل أخته ثيونو لعدم تحذيره من غدرهم. تحاول الجوقة منعه. يظهر ديوسكوري على أنه مدد غيبي وكشف أن كل ما حدث كان جزءًا من خطة زيوس. ستصبح هيلين إلهًا مثلهم وسيذهب مينلاوس إلى الجزر المحظوظة عندما يموت. يوافق ثيوكليمينوس على قبول هذه النهاية.

التحليلات

أحد أهم الأفكار الرئيسة للمسرحية هو الفرق بين الحقيقة والوهم. أساس المأساة هو أن حرب طروادة خاضت من أجل شبح هيلين بينما كانت هيلين الحقيقية في مصر. بشكل ملحوظ لا يمكن التمييز بين الحقيقة والوهم في هذه الحالة: يعتقد الجميع أن شبح هيلين هو هيلين الحقيقية بما في ذلك زوجها مينلاوس (حتى يختفي الشبح). كثيرا ما تكافح هيلين مع الصراع بين طهارتها والشعور بالذنب الذي ينطوي عليه اسمها:

وبالنسبة للقتال ضد الطرواديون، تم تقديمي على الاغريقيين كغنيمة حرب (على الرغم من أنني لم أكن أنا، ولكن كان اسمي فقط) (٤٢-٤٣، ترجمة كوفاكس)

تعكس لنا مسرحية هيلين ليوربيديس أيضا أخلاقيات الحرب وأسبابها. كانت هذه قضية معاصرة مهمة: عندما تم إنتاج المأساة حوالي عام ٤١٢ قبل الميلاد حيث كان الأثينيون والإسبرطيون في حالة حرب منذ ما يقرب من عقدين (الحرب البيلوبونيسية). عانى الأثينيون من انتكاسة كبيرة خلال عام ٤١٣ قبل الميلاد وذلك بعد أن تم القضاء على قوة كبيرة أرسلوها إلى سيراكيوز كجزء من الحملة الصقلية حتى الرمق الأخير. كان العديد من الأثينيين الذين كانوا يشاهدون مسرحية هيلين ليوربيديس يبدون مشاعر وجدانية مع مينلاوس الذي يتذكر رجاله الذين ماتوا في الحرب وفي البحر.

يمكننا أن نسمي مخطوطة أولئك الذين قضوا نحبهم والذين هربوا ناجين من أخطار البحر ووصلوا بأمان إلى منازلهم حاملين أسماء رفاقهم القتلى. (٣٩٧-٩٩، ترجمة كوفاكس)

ومن الأمور المثيرة للاهتمام أيضًا تصوير مينلاوس بالقومية الاسبارطية. يبدو مينلاوس كالمغفل عندما يحاول دون جدوى شق طريقه متجاوزًا المرأة العجوز للدخول إلى القصر فهو منزعج بشكل ملحوظ عندما يتعلق الأمر باستيعاب كيف تم استبدال هيلين الحقيقية بشبح وكان سيصبح عاجزًا تمامًا ضد ثيوكليمينوس لولا هيلين. يبدو أن هذا التوصيف يعكس الصورة النمطية الأثينية التي فسرت على ان الاسبارطيون ريفيون غير متحضرين وغير مثقفين. في الحقيقة يظهر مينلاوس مشاغبا في مسرحيات يوربيديس (أندروماكا، نساء طروادة، وما الى ذلك) وقد تم تصويره على أنه بنفس القدر من الغباء في كل الأوصاف. بشكل آخر شبه البعض دهاء هيلين بالجنرال الأثيني ورجل الدولة ألكيبيادس. لذا فمن الممكن قراءة هيلين ليوربيديس على أنها عمل موضوعي عميق يعكس الحقائق المروعة للحرب الاغريقية في أواخر القرن الخامس قبل الميلاد.

على الرغم من كل هذا الدمار فهناك أيضًا لحظات من الترويح الهزلي مثل المشهد الذي قامت فيه المرأة العجوز بإبعاد مينلاوس عن القصر. للمأساة أيضًا نهاية "سعيدة" حيث يبحران هيلين ومينلاوس معًا بعيدًا إلى سبارتا. قد يبدو هذا مدهشا للعديد من القراء المعاصرين، في الواقع فإن معظم المآسي القديمة المشهورة (مسرحية أجاممنون لإسخيلوس، الملك أوديب وأنتيغون لسوفوكليس, وميديا ليوربيديس) لم تنتهي بنهاية سعيدة. ولكن من الخطأ الاعتقاد بأن كل المسرحيات الأثينية المأساوية كانت قصص حزينة وتعيسة. في الحقيقة الرأي القائل بأن المأساة يجب أن تكون حزينة كان رأي تطور تدريجياً من خلال تأثير قرون من الكتاب المسرحيين (مثل لوكيوس سينيكا وشكسبير) والنقاد الأدبيين (مثل أرسطو). في بلاد الاغريق القديمة قد تكون المآسي سعيدة أو حتى هزلية وهذا لم يجعلها أقل مأساوية، وبالتأكيد لم تجعلها ملهاة او عاطفية.

قائمة المصادر والمراجع

موسوعة التاريخ العالمي هي إحدى شركات Amazon Associate وتحصل على عمولة على مشتريات الكتب المؤهلة.

نبذة عن المترجم

Norah Suhluli
From Kingdom of Saudi Arabia

استشهد بهذا العمل

نمط APA

Kapach, A. (2020, December 10). (مسرحية) هيلين [Helen (Play)]. (N. Suhluli, المترجم). World History Encyclopedia. تم استرجاعها من https://www.worldhistory.org/trans/ar/1-19329/

أسلوب شيكاغو

Kapach, Avi. "(مسرحية) هيلين." تمت ترجمته بواسطة Norah Suhluli. World History Encyclopedia. آخر تعديل December 10, 2020. https://www.worldhistory.org/trans/ar/1-19329/.

أسلوب إم إل إيه

Kapach, Avi. "(مسرحية) هيلين." تمت ترجمته بواسطة Norah Suhluli. World History Encyclopedia. World History Encyclopedia, 10 Dec 2020. الويب. 03 May 2024.